24 أيار 2019 | 00:00

أخبار لبنان

ممثل دريان في افطار في معهد القديس يوسف عينطورة: لإرساء رسالة التسامح والإعتدال والمحبة والوفاق

ممثل دريان في افطار في معهد القديس يوسف عينطورة: لإرساء رسالة التسامح والإعتدال والمحبة والوفاق

أقام معهد القديس يوسف - عينطورة و"لقاء الإثنين - كسروان" مأدبة إفطار رمضانية في حرم المعهد، في حضور رئيس المحاكم الشرعية السنية القاضي الشيخ محمد عساف ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، النواب: شوقي الدكاش، فريد هيكل الخازن، شامل روكز وروجيه عازار، الوزير السابق خالد قباني، النائب السابق وليد خوري، سكرتير السفارة البابوية في لبنان المونسنيور إيفان سانتوس، النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، رئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي أبو المنى، مؤسس لقاء الإثنين نهاد أسعد الشمالي ورئيس اللقاء جان نخول وفاعليات.



بعد النشيد الوطني، القى روبير عبد الحي كلمة ترحيبية، ثم تلا الحضور صلاة جماعية مشتركة عبارة عن "دعاء إيمانا بمجموعة الفضائل والقيم التي يجسدها لبنان".



جميل

بعدها ألقى رئيس المعهد الأب سمعان جميل كلمة جاء فيها:"شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والفضيلة، شهر الصوم، الذي يجدد فيه المؤمن قيمه الروحية ويجعله أكثر وعيا لإهتماماته الدينية وإلتزاماته الإنسانية، فيترفع عن ماديات الأرض، زاهدا بها، مناجيا ربه مصليا مرتقيا بالزكاة وبفضيلة الزهد لتكتمل إنسانيته وتقارب القداسة مدركا، واعيا، أن الحلول الإنسانية هي تلك التي تأتي من النفس الزاهدة التائقة أبدا إلى ملاقاة ربها".



اضاف:"لأن الأجيال الجديدة في مجتمعنا بحاجة إلى أن ترى وتعاين هذه القيم فينا، أي في البيت والمدرسة والمجتمع، ليكون ما يراه أولادنا مثالا وقدوة، دأبنا على تنظيم اللقاءات الناجحة بين مدارس المقاصد ومعهدنا، مؤمنين أن نهضة الوطن كانت وستبقى بتعاون أبنائه وإتحادهم ومحبتهم وإنفتاحهم على تنوعهم، على ما كان يدعو إليه المثلث الرحمات الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي ودعه وطننا والشرق الإسبوع الفائت، ومعهدنا دائم الوفاء للرجالات الكبار ولا سيما للكاردينال صفير الذي كانت له وقفات مشرفة في معهدنا، وهو الذي أعاد للعلاقة التاريخية بين بكركي ومعهد عينطورة التقليد العريق للزيارة السنوية التي تعود إلى عقود سابقة للاحتفال بعيد شفيع المعهد القديس يوسف".



وتابع:"ونحن إذ نستذكره، ما نزال نؤمن أنه من واجبنا أن نعمل كما كان يدعونا على تنمية القيم فينا من خلال السهر على سلوكنا وتصرفاتنا أمام أولادنا، والسعي جادين إلى إعداد المعلمين إعدادا متكاملا، من حيث تزويدهم بالثقافة اللازمة، ومن خلال إهتمام المسؤولين والتربويين بالقيم الإجتماعية، والتركيز عليها في عقد الندوات والدورات التدريبية للمعلمين وبيان أهميتها للطلاب خصوصا في مرحلة المراهقة، كما ان قيام المدارس بالأنشطة المدرسية التي تتيح للطلاب المشاركة الفعلية، وبالتالي إكتساب القيم الإجتماعية عن طريق الممارسة العملية، كذلك يجب على جميع مؤسسات المجتمع التربوية، كالأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة والنادي ووسائل الإعلام، المساهمة في إكساب القيم الإجتماعية للنشء وأن يكون هناك تواصل وتعاون وتنسيق بين مؤسسات المجتمع".



وختم:"ان هوية شعب لا تأتي من ماضيه وحسب، بل من حاضره ومن مستقبله أيضا، ولقد كان لإكتشاف النار عند الإنسان البدائي أثر محول في تاريخ الإنسانية، والمطلوب اليوم البحث عن النار الجديدة القادرة على تحويل مسار الإنسانية من جديد، وكم نحن بحاجة إلى هذه النار في بلدنا، وهذه النار ليست سوى المحبة التي دعت إليها الديانات السماوية، وهي ترجمة أو صورة عن اللغة الكونية أي عن طريقة تواصل لها خصائصها التي تميزها عن غيرها من اللغات، إنها القدرة على أن تلج قلب الإنسان أي إنسان مهما اختلفت جنسيته ولهجته وطريقة حياته، إنها تخاطب الإنسان في إنسانيته وفي كيانه وذاتيته، وهي بالتالي لغة موحدة جامعة ولها أوجه متعددة كالحب وإحترام حرمة الموت أو الصلاة أو الموسيقى والفن، وتأثيرها إيجابي بناء لأنها غير مرتبطة بالماديات وهي بذلك، تعيد الإنسان إلى إنسانيته وفطرته الأولى فتجعله يتناغم مع الكون إنطلاقا من وجوده فيه من دون تعقيد أو شرح".



عساف

بدوره، قال عساف:"نجتمع هنا في هذا اللقاء الجامع لإرساء رسالة التسامح والإعتدال والمحبة والوفاق، وهذا ما يدعو إليه لقاء الإثنين الذي جمع بين جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ومعهد القديس يوسف - عينطورة، فهما إثنان في العمل لمصلحة الوطن وفي صياغة العيش المشترك ونشر روح المحبة والوئام والوفاق بين اللبنانيين".



ولفت "إلى أن لبنان بلد متعدد الطوائف والمذاهب، وهذا ما يميزه عن غيره من الدول الأخرى، وهذا التعدد الديني والسياسي يغني لبنان بتعدد العادات والتقاليد التي تختص بها كل طائفة من طوائفه، فالكل يتغنى في المحافل الخارجية بشعار التعددية الدينية في لبنان، ويقولون ان لبنان غني بتعدد طوائفه، وهذا يعطيه قوة من حيث العيش المشترك وروح المواطنة بين أبناء شعبه، وينبغي علينا أن نظل ننادي بهذه التعددية ونحترم خصوصياتها خاصة فيما خص الأحوال الشخصية التي تنظمها كل طائفة وفق فقهها ومعتقداتها، وما يسمح لها التشريع الخاص بها من إجتهادات تتماشى مع العصر وحاجات المجتمع".



وختم مؤكدا "أن هذا الإفطار الرمضاني الذي يجمعنا، والذي يدل دلالة واضحة على إنفتاح كل منا على الآخر وقبوله هذا المجتمع، هو بحاجة ماسة وضرورية إلى وجود أمثالكم للعمل على نشر رسالة المحبة والتواصل بين الطوائف وإزالة الخوف من النفوس، ومحاولة التقارب والتقريب بين أبناء الوطن الواحد، وفهم الآخر ونبذ التباغض والتناحر، فأنتم القدوة والمثل الأعلى للمواطن الذي يبحث عن الإستقرار والأمن والسلام والمحبة، وهذا الذي يمثله نهجكم المتمثل بالمواطنة والعيش المشترك والتسامح والإعتدال".



ثم القيت كلمات لكل من الشمالي ونخول شددت على "نشر الحوار وقبول الآخر وتنمية بذور الإنفتاح والمواطنة الحقة".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 أيار 2019 00:00